الرضا الوظيفي سر نجاح الأعمال الرابحة

  1. الرئيسية
  2. المدونة
  3. الرضا الوظيفي سر نجاح الأعمال الرابحة
دراسة قياس رضى الموظفين استبيان الرضا الوظيفي لزيادة الانتاجية وتضخيم الارباح

هل يعد رضى الموظفين مجرد دلع زائد أو يتعلق بضرورة ملحة؟ وكيف يمكن تحقيق رضا موظف متعب وما الفائدة التي يمكن أن تحصل عليها كصاحب عمل؟ وفي حال كان الموظف راضيًا، فما هو تأثير ذلك على أرباح الشركة وتطويرها وتوسعها؟ وما هي الأدوات التي تحتاجها لتحقيق رضا الموظف؟

ما هو الرضا الوظيفي؟

إن هذه الأسئلة الكثيرة تستحق الإجابة، فالرضا الوظيفي مصطلح يشير إلى مدى رضا العاملين في مؤسسة ما عن عملهم وظروفهم المهنية، وتشمل هذه العوامل مثل الأجور، والمحفزات، والبيئة العاملة، والعلاقات مع المديرين والزملاء والعملاء. ويتم قياس مستوى الرضا الوظيفي عادة من خلال إجراء استطلاعات الرأي والتحقق من مدى انسجام العاملين مع أهداف ورؤية المؤسسة ومدى إحساسهم بالانتماء إليها.

لذلك، سنتناول في هذا المقال كل ما يتعلق برضى الموظفين، وسنجيب على الأسئلة المطروحة بشكل مفصل، حتى يتمكن صاحب العمل من تحقيق الرضا الوظيفي لموظفيه وتحقيق النجاح المرجو.

بينما كنتُ برفقة زوجتي أتجولُ في مركزِ التسوقِ الشهيرِ “الأفنيوز”، شعرتُ بأجواءٍ سلبيةٍ وحزينةٍ تحومُ حولَنا. ولم يكن السببُ هو آلامُ ظهري أو الجهدُ الذي بذلتُهُ لحملِ الأغراضِ والمشيِ المتقطعِ التعب صدقا، بل كان السببُ هو رؤيةُ وجوهِ العامِلين والموظفين الذين كانوا يعملون في المكانِ، حيثُ كانوا يبدون انزعاجًا وحزنًا في معظمِ الأحيان، ومنهم مَن كانَ غاضبًا ومُنزعجًا، ولم يكونَوا مُستعدينَ حتى لإظهارِ ابتسامةٍ واحدةٍ. وللأسف، هذه الوجوه مألوفة لدي، لقد رأيتُها مسبقاً في العديد من القطاعات سواءً كانتْ حكوميةً أو خاصةً، حيثُ كان العديدُ من الموظفين يشعرونَ بالضيقِ والألمِ، بدءًا من المديرينَ وصولًا إلى العامِلينَ.

اللوم الحقيقي لا يقع فقط على الموظف (لأنه هو المسؤول عن حالته الحالية) ولا على المدير المسؤول أيضًا (لأنه هو من يدير الفريق ويقوده)، بل يقع اللوم على صاحب العمل نفسه الذي لا يهتم برزقه وجودته وإحسان عمله وإخلاصه مع العملاء والموظفين ولا يعتني بمتابعة ومراقبة ورعاية الوضع العام لمؤسسته.

للأسف الشديد، يؤمن الكثير من أصحاب الأعمال بشكل كامل بأن مسألة رضا الموظفين لا فائدة منها و ماهي إلا إضاعة للوقت، لذلك لا يسألون عن احتياجات موظفيهم ولا سعادتهم ولا يسعون لتطويرهم المهني أو تقديرهم. فإذا قام صاحب العمل بتقييم سنوي للموظف، سيجد أن التقييم مليء بالأخطاء والسلبيات، ولا يعرف كيف يسأل أو يحلل أو ينفذ أي تغيير إيجابي لتحسين الأداء وجودة العمل. هؤلاء هم أصحاب الشركات التي تواجه الصعوبات في السوق وتجد صعوبة في تحقيق الأرباح، ولا يجب أن يخدع اسم الشركة الكبير وشهرتها، فالواقع حقيقة مختلف تمامًا.

إحصائيات ودراسات متعلقة بتطبيق الرضا الوظيفي و تأثيره على الأرباح والإنتاجية.

تدرك الشركات والمؤسسات التي تولي اهتمامًا لرضا موظفيها، بأن هذا الرضا له تأثير مباشر على تحقيق الأرباح والإنتاجية العالية، وهي العوامل الحاسمة لنجاح الشركة. فقد أفاد تقرير صادر عن “غالوب” لعام 2020، أن الشركات التي تحظى بنسبة رضا موظفيها 80% أو أعلى، تتمتع بمعدلات أرباح أعلى بنسبة 18% مما تحققه الشركات التي يبلغ رضا موظفيها 60% فقط، وهذا يعني أن زيادة نسبة الرضا بنسبة 20% تؤدي إلى زيادة الأرباح بنسبة 18%. ويمكن تحقيق هذه النتيجة حتى في ظل عدم توفير السلع والمزايا للموظفين أو فرض العقوبات عليهم.

وتشير دراسة أجرتها شركة “غالوب” لعام 2019 إلى أن الشركات التي تهتم بتعزيز رضا موظفيها تحقق معدلات إنتاجية أعلى بنسبة 21% مما يتحقق لدى الشركات التي لا تهتم برضا موظفيها، وهذا يعني أنه يمكن تحقيق نفس الإنتاجية بوجود فرق 21% في رضا الموظفين. ومن المثير للإعجاب أن تحقيق هذه النتائج يتطلب أحيانًا كلمة حلوة أو تشجيعًا بسيطًا للموظف.

وتشير دراسة أخرى أجرتها شركة “سابسينس” إلى أن الشركات التي تحقق أعلى مستويات رضا الموظفين تحقق نموًا في الأرباح أعلى بنسبة 230% من الشركات التي لا تحظى بهذا المستوى من الرضا. وتؤكد دراسة أجرتها جامعة وارويك أن الموظفين السعداء أكثر إنتاجية بنسبة 12٪ من نظرائهم غير الراضين.

بالتأكيد، ينطبق هذا الكلام على الدول المتحضرة، وعلى الرغم من أن هذا الوضع يختلف من مؤسسة إلى أخرى ومن قطاع إلى آخر، إلا أن الإحصائيات توضح العلاقة المباشرة بين رضا الموظفين والأرباح والإنتاجية. 

لذلك، يجب على الشركات العمل على تحسين بيئة العمل وتوفير الدعم اللازم للموظفين، وتقديم فرص التدريب والتطوير المستمر، وتقديم الحوافز والمكافآت المناسبة لتعزيز رضا الموظفين وتحقيق النجاح في الأعمال. ومن الجدير بالذكر أن الوضع في بعض المؤسسات في بلادنا يمكن أن يكون أصعب وأخطر، حيث تكون نسبة رضى الموظفين معدومة تمامًا ويعملون كعبيد عند أصحاب العمل دون حقوق تذكر.

على رب العمل تجنب التعامل بقسوة مع الموظفين والاستخفاف بهم، وعدم الضغط عليهم بالعمل الإضافي دون أجر أو تقدير، وبعضهم يصل به الأمر إلى توقيع الموظف على كمبيالة بدون تحديد تاريخ، ليستخدمها كوسيلة للتهديد والإذلال والظلم للموظف، وإلا ستُقدَّم عليه مسائلة قانونية. فبعد هذه الإساءات، من المتوقع أن يكون الموظف غير متحمس للعمل، وأن يكون أداؤه على الحد الأدنى، وهذا ما يحدث في العديد من المؤسسات.

من هنا جاءت العلاقة مباشرة بين رضا الموظف ونجاح الأعمال، إذ يؤثر رضا الموظف على الإنتاجية والفاعلية، وبالتالي على الربحية. عندما يشعر الموظف بالرضا تجاه بيئة العمل ودعم الإدارة والزملاء، يكون أكثر انتماءً والتزامًا بتحقيق أهداف الشركة. وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، وتقليل معدلات الغياب والاستقرار في العمل، مما يؤدي إلى تحسين الربحية وزيادة قيمة الشركة.

طرق قياس وتحسين رضى الموظفين في الشركات

  1. وضع سياسة وخطة واضحة لتحقيق رضى الموظفين في الشركة: بالإضافة إلى توزيع المسؤوليات ضمن جدول الأعمال وتخصيص ميزانية لها. عليك قياس وحساب رضى الموظفين بشكل علمي وعملي، ولا يوجد الكثير من مدراء الموارد البشرية من يفهم هذا الأمر. يمكنك الاستعانة بجهة خارجية أو مستشار لمساعدتك في وضع الخطة وتنفيذها مع فريق العمل.
  2. استخدام استبيان قياس الرضا الوظيفي: ولا يجب أن يتضمن الاستبيان أسئلة تفترض إجابات معينة من الموظفين. يجب عليك أيضاً تضمين أسئلة حول أسباب رضاهم وعدم رضاهم واقتراحاتهم لتحسين الأمور. يمكنك استخدام نموذج استبيان قياس رضا الموظفين المجاني من خبراء شقير لقياس رضى الموظفين، ولكن يجب عليك تخصيص الأسئلة وفقًا لاحتياجات شركتك.
  3. دراسة تحليل تقييم استبيان الرضا الوظيفي بطريقة ذكية ومنطقية: ومن ثم وضع توصيات لتنفيذ إجراءات عمل واضحة ومحددة ضمن مسؤوليات وزمن محدد، ومن ثم إعادة القياس والتقييم لمعرفة مستوى التحسن، ومن ثم اتخاذ الإجراءات الاحترازية والتطويرية، وتعديل الخطط بما يتناسب مع المرحلة التالية.
  4. تقييم أدوات بيئة العمل لرضى الموظفين: حيث تتوفر العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها، وتشمل وضوح أهداف المؤسسة للموظفين، ودور الموظف في تحقيق هذه الأهداف، وتطور حياته المهنية داخل الشركة، و استمراريته في العمل للسنوات القادمة، وعلاقته بزملائه ومديره المباشر، والدعم الفني والتطوير المهني المتاح له، وتشجيع الموظفين، ونظام المكافآت، والعدالة المهنية، وغيرها من المسائل الهامة. ستجد بعض التفاصيل المتعلقة بهذه الأمور في الاستبيان.

كل ما ذكرناه لغرض واحد، وهو إدخال السعادة وتحقيق الرضا الوظيفي للموظفين. فعندما أكرر جولة السوق بصحبة زوجتي للتسوق، أود أن أرى وجوهًا مبتسمة راضية وسعيدة، وبالتالي يزيد الشراء من سلعكم أكثر وتحققون أرباحًا أكبر.سأكون شاكراً جداً لو قمتم بتوفير كراسي داخل المحل ليتمكن الزوج المرهق من الاستراحة بعد المشي المتعب. ، فالاهتمام براحة العملاء أيضا ينعكس إيجابًا على الأرباح.

 

 و أنصحكم بشدة بالاستماع لبودكاست رضا العملاء وتأثيره على الأرباح، وبودكاست كيفية إنشاء عملك الخاص

 

تمنياتي لكم بالتوفيق و النجاح

الكاتب م. عصام شقير

الكلمات المفتاحية : , , , , , ,

أهم الخدمات التي تقدمها شركة شقير

آخر المقالات

بحاجة لمساعدة؟